إذا أرادت الأسرة أن يغدو أبناؤها قارئين، فما عليها إلا أن تقوم بدعوتهم للقراءة، وتؤمن لهم المناخ المناسب، وتوفر الوسيلة، وتمارس فعل القراءة قبل أن تأمر به، وفيما يلي توضيح موجز لكل خطوة من هذه الخطوات:
أولًا= الدعوة للقراءة:
تبين الأسرة للأطفال قيمة القراءة في حياة الفرد والمجتمع، ولاسيما القراءة الحرة خارج المناهج المدرسية، فالقراءة الحرة تدعم المناهج المدرسية، وتزيد التلميذ ثقافة وعمقًا في عقيدته وعبادته وأخلاقه، وتجعله يطل على العالم من أوسع الأبواب.
وهذه الدعوة للقراءة تكون في جلسات حوارية هادئة بين الآباء وأطفالهم في الإجتماعات الأسرية في المنزل أو خارجه، وعلى الأسرة أن تتحين الوقت المناسب للتوجيه نحو القراءة الحرة المثمرة.
وفي أثناء الحوار تذكر لهم أمثلة توضح الفرق بين من يقرأ ومن لا يقرأ، وتناقشهم حول برامج الأطفال التلفزيونية التي تدور حول القراءة والثقافة والكتابة.
وتحثهم على المداومة على المطالعة يوميًا ولو قلت ليزدادوا علمًا، فالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو أسوتنا كان يحرص كل الحرص على تلقي العلوم من ربه، وعن طريقة الملاحظة والتجربة في الحياة.
كما أن الأسرة تبين لأبنائها الصغار والكبار صدق مقولة: أنا أقرأ إذن أنا موجود.
وإذا أرادت أن تثبت الأطفال على القراءة، فلتكثر من الحوافز والجوائز التشجيعية، وتجري المسابقات القرآنية حول من يقرأ أكثر، ومن يفهم بشكل أعمق، ويتوجب أن يعقد الأب جلسة خاصة لقراءة القرآن مع أفراد الأسرة بما فيهم الصغار، وجلسة أخرى لقراءة كتاب مفيد.
ثانيًا= تأمين الوسيلة:
إذا إقتنع الطفل بالقراءة وأقبل عليها فمن المفيد أن نؤمن له الكتاب المناسب له الذي يلبي تطلعاته في شكله ومضمونه، وأن يكون ملائمًا لسنه، فالقصص الموجهة للأطفال الصغار تختلف عن قصص الأطفال الكبار الذين تجاوزوا العاشرة، فلكل مرحلة عمرية ما يلائمها من الكتب، ولنحرص على أن نضع بين يدي أطفالنا قصصًا وكتبًا تنمي الإكتشاف والإختراع، عسى أن نكون أمة مخترعة لا نعيش على مخترعات غيرنا، وأن نكون منتجين لا مستهلكين.
ويتم تأمين الكتاب إما عن طريق الشراء وإما عن طريق الإستعارة، وجميل جدًا أن نصطحب أطفالنا إلى المكتبة أو إلى المعرض لنشتري معًا ما يجب أن يقرأه الأطفال، فإذا ما شبوا عن الطوق، ندعهم يشترون بأنفسهم مع بقاء النصح والإرشاد حول إقتناء الكتاب، ونحبب إليهم زيارة المركز الثقافي ومكتبة المدرسة وإختيار الكتب التي تناسبهم وقراءتها، كما أننا نحثهم على قراءة مجلات الأطفال ومراسلتها، ثم نخصص لكتب الأطفال مكتبة جميلة بألوان جذابة، وندعو الطفل إلى ترتيبها وتبويبها دون أن نمنعه من الإطلاع على مكتبة الكبار.
ثالثًا= القدوة القارئة:
لعلي أجزم أن أهم خطوة نقوم بها كي نشجع أطفالنا على القراءة أن يروا الكتاب بين أيدينا نطالعه بنهم وشغف، فإذا رأى الطفل أباه وأمه وإخوته يقرأون تشبه بهم فهو يعتبر أبويه قدوة مثالية بالنسبة إليه، وعلى الأغلب سيخفق الأب في دعوة أبنائه للقراءة إذا كان هو لا يقرأ.
الكاتب: أحمد حسن الخميسي.
المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.